ندوة أجفند والمبادرة الوطنية للتنمية في المغرب تؤكد أهمية الشمول المالي لإحداث نقلة في حياة الفقراء

01 يونيو/حزيران 2015
  • ندوة أجفند والمبادرة الوطنية للتنمية في المغرب تؤكد أهمية الشمول المالي لإحداث نقلة في حياة الفقراء

البروفيسور محمد يونس: الأمير طلال أكد ” رؤيته المتبصرة” بتأسيس بنوك الفقراء

 

ناصر القحطاني : بنوك أجفند حققت أهدافها بتميز، وتقدم نماذج النجاح في تحقيق الشمول المالي

 

لاري ريد: الإدماج خطوة أساسية للقضاء على الفقر وإصلاح النظام المالي مطلوب قبل ذلك

 

الضريس: الشراكة بين المبادرة الوطنية وأجفند تعكس عمق الروابط بين المغرب ودول الخليج

 

مناقشات بناءة ومداخلات حول ظاهرة معايير التنمية الفعالة

 

الفائزون بجائزة أجفند يقدمون تجاربهم في معالجة ظاهرة أطفال الشوارع

 

نظم برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية (في المملكة المغربية) ندوة بعنوان: الإدماج المالي والتنمية البشرية: تمكين المهمشين اجتماعيا واقتصاديا، عقدت يوم الاثنين 12 يناير 2015 بقصر المؤتمرات بالصخيرات.

 

وأكدت الندوة في توصياتها الأهمية القصوى لمأسسة عمليات تمويل المشاريع، ووضع الموارد المالية رهن إشارة الشباب وأطفال الذين يعيشون في وضعية صعبة. وأكدت الندوة أهمية تشجيع الادخار، وتحقيق الشمول المالي للفقراء، حتى تتمكن الشرائح المهمشة من الإنجاز الأمثل لمشاريعها باعتبار ذلك أفضل السبل لتحقيق التحول العميق في المسار المعيشي لمختلف الفئات الضعيفة.

 

وشهدت الندوة نقاشاً بناء ومداخلات تمحورت حول ضرورة تقييم مختلف التجارب المنجزة في العديد من الدول وإبراز نتائجها وتقييمها بهدف الاستفادة منها. وناشدت الندوة الجهات المعنية بالتنمية البشرية للاسترشاد الأخذ بهذه التوصيات عند وضع خطط التنمية.

 

إلى ذلك حضر الجلسة الافتتاحية للندوة السيد الشرقي الضريس الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، والسيد اليزمى الإدريسي الوزير المنتدب لذى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، والسيدة مباركة بوعيدة الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، والسيدة فاطمة مروان الوزيرة المنتدبة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي.

 

كما حضر الندوة عقيلة ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس، الملكة صوفيا، عضولجنة جائزة أجفند لمشاريع التنمية البشرية الريادية، والسيد ناصر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند ” والسيد لاري ريد مدير حملة الإقراض، والبروفيسور محمد يونس الشريك الاستراتيجي لأجفند، الحائز جائزة نوبل للسلام- مؤسس بنك جرامين في بنجلاديش، والسيدة نذيرة الكرماعي العاملة المنسقة الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وسفراء بعض الدول العربية وخبراء مغاربة وعرب وأجانب في مجال التنمية البشرية.

 

في الجلسة الافتتاحية ألقى الشرقي الضريس كلمة نوه فيها بالشراكة القائمة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبرنامج الخليج العربي للتنمية وشكر أجفند لاختياره المغرب لعقد هذه الندوة، مشيراً إلى أن ذلك يعكس عمق الروابط بين المغرب ودول الخليج العربية؛ مذكرا بالنتائج الإيجابية التي حققتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من خلال تمكين عدد مهم من الفئات المهمشة في المناطق الفقيرة، وتحسين ظروف معيشتهم عبر إنشاء وتمويل مشاريع صغيرة تدر على المستفيدين منها مداخيل، كما أشار إلى العناية المولوية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية باعتبارها قاطرة رئيسية لكل تنمية, وقال إن المبادرة أصبحت مثالا يحتذى على الصعيد العالمي في مجال محاربة الهشاشة والفقر.

 

من جانبه أعرب المدير التنفيذي لأجفند، ناصر القحطاني للمملكة المغربية ملكاً وحكومة وشعباً، منوهاً بالرعاية السامية من جلالة الملك محمد السادس لفعاليات منتدى أجفند التنموي، وعبر عن ترحيبه وارتياحه للشراكة بين أجفند والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية مشيدا بالروابط التي تجمع (أجفند) مع المغرب

 

وفي سياق حديثه أشار السيد القحطاني إلى الدور الذي تضطلع به (أجفند) برئاسة صاحب السموالملكي الأمير طلال بن عبد العزيز في مجال التنمية البشرية ومحاربة الفقر في عدد من البلدان العربية والإفريقية والحلول التي تتقدم بها أجفند لتحسين أوضاع الفقراء، لافتا إلى نموذج أجفند في التنمية تستهدف في المقام الأول الطفولة المبكرة والمرأة والفقراء بشكل عام. وعبر عن فخر (أجفند) بإطلاق تسعة بنوك في كل من الأردن، اليمن، البحرين، لبنان، سوريا، فلسطين، موريتانيا، السودان وسيراليون وأعرب عن أمله في توسيع نشاط هذه المؤسسة حتى يشمل جميع الدول العربية وفي مقدمتها المغرب. وأشار القحطاني إلى أن بنوك أجفند التي تتخذ مسمى ” الإبداع″، تقدم منتجات تلبي الاحتياجات المجتمعية، وهذه البنوك حققت أهدافها بتميز، وتقدم نماذج النجاح في تحقيق الشمول المالي للفقراء.

 

من جهته أشار السيد لاري ريد مدير حملة الإقراض إلى رغبته في تدعيم تع التعاون مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالمغرب وأكد أن مساعدة الأشخاص في وضعية هشة كالنساء والمهمشين والأطفال من شأنه أن يؤدي تدريجيا إلى القضاء على الفقر. وألح على ضرورة ولوج هذه الفئة من المجتمع عالم القروض الصغيرة بغية تمويل مشاريع مدرة للدخل، موضحا أن هدف بنوك الفقراء هواجتثاث الفقر من العالم واعتماد الإدماج المالي الذي يمثل خطوة أساسية للقضاء على الفقر. ودعا إلى إقامة نظام مالي يكون متاحا للجميع ويستفيد منه الكل وحث البنوك على مسايرة هذا التوجه والاستثمار في الميدان الزراعي لتمكين صغار الفلاحين من الاستفادة من التمويلات الصغيرة، وقال إن تشجيع الشباب لإطلاق مشاريع خاصة بهم من شأنها خلق مناصب للشغل.

 

 واستعرض البروفسور محمد يونس تجربته مع الإقراض الصغير منذ البدايات الأولى، وشرح كيف بدأ تأسيس بنك جرامين في بنجلاديش سنة 1997، وكيف تم تطوير المفهوم إلى الأعمال الاجتماعية التي تقيم شراكات وشركات ومؤسسات لحل مشاكل اجتماعية واقتصادية للفقراء، وهنأ يونس الأمير طلال بن عبد العزيز على ر"ؤيته المتبصرة التي قدمت المستقبل من منظور فوائد القروض الصغير في الحد من الفقر"، وقال إن سموه أكد عمق رؤيته عندما تبنى مبكراً إنشاء بنوك الفقراء. وقال إن أجفند يقود أعمالاً جليلة في التنمية الحقيقية.

 

وعن تجربته في بنجلاديش قال يونس: كانت البلاد تعيش أوضاعا صعبة جعلت الناس يعيشون المجاعة موضحا أن بنك جرامين ذهب إلى الناس في القرى وقدم قروضا صغيرة للفقراء مكنتهم من الحصول على تمويل بدون أرباح تثقل كاهلهم. وأشار إلى أن 97 في المئة من المستفيدين من هذه القروض نساء فقيرات وأن الشرط الوحيد للحصول على هذه القروض هوفتح حساب في بنك (كرامين) مذكرا أنه مع ازدياد عدد المدخرين تزداد الودائع في البنك مما يشجع على تمويل مشاريع صغيرة متعددة ومتنوعة.

 

وقال البروفيسور يونس أن القروض الصغيرة تجربة رائعة، مشيرا إلى أن في العالم الكثير من البنوك الكبيرة والمتوسطة والصغيرة ورغم ذلك فإن أكثر من 50 في المئة من سكان العالم لا يعرفون طريق البنوك. وشدد على أهمية الزيادة في وثيرة الإيثار والعمل الاجتماعي المالي للحد من الفجوة بين الأغنياء والفقراء.

 

بعد ذلك قدمت السيدة نذيرة الكرمعي، العامل المنسقة الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، عرضا معززا بالأرقام حول نتائج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ انطلاقها،، وقالت إنها كانت في مجملها إيجابية بفضل الله ثم بالعناية المولوية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمبادرة وكذلك المساهمة الفعالة لجميع القطاعات الحكومية والجمعيات المنبثقة عن المجتمع المدني التي مكنت من القضاء على نسبة كبيرة من الفقر في المناطق التي استهدفته المبادرة.

 

بعد ذلك قدم مسؤولوبنوك (أجفند) في كل من الأردن, البحرين , لبنان , السودان والأدوار التي تضطلع بها لتقديم القروض للفقراء من أجل تمويل مشاريع تدر دخلا للمستفيدين منها وتخلق فرص العمل للشباب والنساء. وعرض الخبراء بالأرقام مجموع القروض المقدمة من بنوك (أجفند) في كل دولة على حدة وعدد المدخرين وقيمة القروض المقدمة والرؤى المستقبلية لتطوير عمل البنوك. وقد بلغ عدد المستفيدين من بنوك أجفند أكثر من مليونين، وفاق مبلغ القروض 300 مليون دولار.

 

وقد توالى على تقديم هذه العروض السيدة ريم بدران رئيس مجلس إدارة البنك الوطني لتمويل المشاريع الصغير في الأردن وتناولت الخدمات والمنتجات التي تستفيد منها الفئات الضعيفة, أما مداخلة محمد اللاعي المدير التنفيذي لبنك الأمل باليمن فقدم ملخصا حول تجربة البنك في مجال خدمات الادخار من جانبه أجمل الدكتور خالد غزاوي المدير التنفيذي لبنك الإبداع في البحرين تجربة مؤسسته في منتجات الشباب، وجاءت مداخلة السيد بشار قوتلي المدير العام لشركة الإبداع في لبنان شاملة لتجربة البنك في استخدام التقنيات الحديثة لتيسير عمليات الحصول على القروض الصغرى ومن جانبه تحدث السيد عادل بلة المدير العام لبنك الإبداع في السودان عن تجربة المنتجات الإسلامية في بلاده, أما الدكتور بدر الدين إبراهيم عضومجلس إدارة بنك الإبداع في السودان فاستعرض من جانبه دور التشريعات في الإدماج المالي للفقراء

 

وخصصت الجلسة الثانية في الندوة لعرض تجارب الجمعيات المغربية في مجال التنمية البشرية.

 

وقد ركز الدكتور سليمان الحجام المنسق الوطني، المساعد للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على إشكالية الاندماج، اوقال بدونه لا يمكن تحقيق أي تنمية واستشهد في هذا السياق بمضمون الرسالة الملكية السامية التي أكدت على ضرورة تمكين الفئات المحرومة من وسائل العيش الكريم بشكل يجعلها تشعر بالمواطنة الكاملة. ,اشار إلى أن المغرب اجتاز بفضل المبادرة الوطنية منعطفا حاسما في تاريخه التنموي خاصة أن المبادرة جاءت تتويجا للإصلاحات الكبرى التي دشنها المغرب, ذ

 

وأكد الحجام أن أهداف المبادرة الوطنية شاملة وتضمن في مراميها الإنصاف والكرامة والحرية والمساواة في الفرص بين كل فئات المجتمع، وقدم معلومات معززة بالأرقام والبيانات حول النتائج الجيدة التي حققتها المبادرة.

 

ومن جانبه استعرض السيد نجيب عمور، رئيس الجمعية المغربية لمساندة الأشخاص ذوي "التثلت الصبغي"، مسار الجمعية منذ إنشائها سنة 1985 والأدوار التي قامت بها لإنقاذ هذه الفئة المهمشة من المجتمع. وأكد أن عمل الجمعية يرتكز على دمج أطفال ه>ه الفئة في التعليم ووالتدريب والعمل على توفير فرص العمل الملائمة لطاقاتهم وإمكانياتهم. واستشهد بمجموعة من المشاريع التي استفادوا منها من خلال مراكز التكوين المهني في مجال البستنة والطبخ.

 

وتحدثت السيدة ثورية بوعبيد، رئيسة الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة، وأبرزت جهود الجمعية منذ تأسيسها في 1996 وأكدت أن التجربة التي راكمتها الجمعية في مجال إنقاذ الطفولة تعد رائدة في العالم العربي. تحدثت عن خطة الجمعية التي ترتكز على إعادة ربط جسور الانتماء العائلي للعديد من الأطفال المهمشين، وقدمت إحصائيات حول المؤسسات التعليمية التي أصبحت توفرت وفي طليعتها مدرسة للسيرك وأخرى للمسرح وثالثة خاصة بالمهن المرتبطة بتربية الخيل.

 

من جانبه ذكر السيد جواد شعيب رئيس جمعية (بيتي) التي تأسست سنة 1995 وتعد أول جمعية انصب اهتمامها على أطفال الشوارع وأكد أن الجمعية راكمت تجريبه عميقة وغنية في مجال إنقاذ هذه الفئة. وأوضح أن كفالة الطفل الواحد يكلف الجمعية 300 درهم شهريا، داعياً إلى ضرورة اعتماد المغرب لاستراتيجية وطنية تستدعي مشاركة جميع الفاعلين المهتمين بالطفولة.

 

وقدم السيد ناصر القحطاني المدير التنفيذي لأجفند مداخلة تحدث فيها عن تجارب أجفند في خلق قيادات عمن الشرائح الفقيرة، وأشاد بنموذج امرأة فقيرة من اليمن وكيف أنها أصبحت أول امرأة مديرة لبنك في بلادها.

 

واستعرضت السيدة الفيرا قانتر من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي تجربة الوكالة في منح القروض الصغيرة لفئة النساء الفقيرات، مشيرة إلى الشراكة الناجحة مع أجفند في أكثر من مشروع يستهدف الفقراء.

 

وخلال الندوة تم قدمت عروض حول الإدماج الاجتماعي لأطفال الشوارع، وتحدث مسؤولوالمشاريع الفائزة بجائزة (أجفند) الدولية لسنة 2013 عن تجاربهم.. وهي مشاريع: جمعية شبكة إنقاذ الطفل في كامبوديا ومؤسسة منظمة جنة الأطفال في جنوب إفريقيا ومبادرة ريكنوا في تأهيل أطفال الشوارع في غانا.

 

نُشر على موقع أجفند  |  22 يناير/كانون الثاني 2015

الأكثر قراءة