استهلاك المياه في الزراعة

شيبو ب. دهار, 05 مارس/آذار 2015

في الوقت الذي يؤدي فيه الانفجار السكاني والاستخدام الشخصي المفرط إلى هدر مخزون المياه في العالم العربي، تسبب الزراعة عاملاً ضاغطاً آخر للمياه. ولكن الزراعة هي المحرك الأكبر للاقتصاد والأمن الغذائي، وتوظف حوالى 21 بالمئة من السكان في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ تستخدم غالبية السكان في هذه الدول من 75 في المئة حتى 90 في المئة من مصادر مياهها للقطاع الزراعي.

 

وبما أن جميع الدول مستورد بحت للغذاء، لا أحد أكثر من سكان دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يعي أهمية المياه للزراعة. ولأن المنطقة معرضة للجفاف، فإنّ نقص المياه في كثير من الأحيان يحد من إنتاج المحاصيل الغذائية، مما يدفع المزارعين الى الاعتماد على الري لتأمين المياه الكافية للحاجات الزراعية. ففي المناطق القاحلة، لا يمكن إنتاج محاصيل غذائية من دون ري، وفي المناطق شبه القاحلة، يرفع الري من غلة المحصول ونوعيته. ويعتبر الري بالنسبة إلى كثيرين من مزارعي هذه الدول، أمراً ضرورياً، وسيستمر كذلك، خاصة خلال فترات عدم انتظام هطول الأمطار والجفاف. ولكن، مع انخفاض مخزون المياه في الكثير من دول هذه المنطقة، والحاجة المتزايدة إلى حفظ المياه، على منتجي الغذاء معالجة التحدي المتمثل بإدارة الري بأكبر قدر من الفعالية.

 

لري فعّال، ينبغي أن تصل الكمية الصحيحة من المياه، إلى المكان الصحيح وفي الوقت الصحيح. عامة، تُستخدم كميات كبيرة من المياه عبر نظام للجاذبية، أكثر من الري بواسطة مرشة وأنظمة صغيرة للري، إذ إن المحافظة على المياه جزء ضروري لتلبية حاجات الزراعة من المياه في المستقبل. كما يمكن تقليص استخدام المياه بشكل كبير، دون تخفيض الإنتاج من خلال تقنيات الري المتطورة، وتطبيق إدارة فعّالة للمياه. ومن خلال هذه التقنيات الحديثة الفعّالة، يمكن للمزارعين أن يحددوا كمية المياه التي يحتاجونها لزيادة إنتاج المحصول، وتقليص هدرها.

 

ويشكل القياس الدقيق للمياه ومراقبة رطوبة الأرض عنصرين أساسيين في تطبيقات إدارة المياه الفعّالة في المزارع. ولتحضير المساحات الزراعية لاستخدام فعّال للمياه، تُستخدم بعض التقتنيات الحديثة ألا وهي:

 

  • جرف الأرض بالتساوي عبر الليزر: تتضمّن تجهيزات لجرف الأرض بواسطة الليزر وذلك بغية تدريج الحقول، وتحديد الأرض لممارسات ري مختلفة.
  • حفر السدود: يحفظ حفر السدود المياه من خلال احتجاز المتساقطات، أو مياه الري في خزانات أرضية صغيرة عبر السد.
  • إعادة استخدام مياه الباطن: ينبغي تخفيف مياه باطن الأرض أو جريان المياه قدر الإمكان من خلال مراقبة التربة، واستخدام وسائل الري التي تخفف الجريان.
  • الري بالرش ذا الطاقة المنخفضة (LEPA) والبخاخ ذا الطاقة المنخفضة: تكثف هذه الأنظمة المياه في منطقة صغيرة، وتزيد نسبة نسبة استخدام المياه للمناطق المغطاة.
  • التدفق القوي: عملية ري بالتدفق القوي هي التزويد القوي بالمياه ولكن بشكل متقطع، عوضًا عن استخدام مجرى بشكل مستمر.
  • الري بالتنقيط: يزوّد منطقة التربة المحيطة بجذور المزروعات بكميات صغيرة من المياه بشكل متواتر، من خلال أنابيب مرنة مع نفاثات مدمجة أو متصلة بها.

 

إن الإدارة الفعّالة لتطبيقات المياه ستظل أداة ضرورية للمزارعين الذي يرغبون بالاستمرار بالمنافسة في السوق العالمية اليوم، في ظل ضغط الجفاف في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتكاليف الباهظة للزراعة، وانخفاض الأسعار العالمية للمنتجات.

 

هذه المدونة كتبت أصلاً باللغة الانكليزية

 


شيبو ب. دهار يقدم خدمات استشارية لبنوك متعددة الأطراف (البنك الدولي، بنك البلدان الأمريكية، بنك التنمية الآسيوي، والبنك الأوروبي للتنمية)، ووكالة التنمية الثنائية، الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وعملاء البنية التحتية الخاصة. لديه خبرة واسعة في إصلاح شركات المياه في البلدان النامية، بما في ذلك إدارة التنظيم ووضع الأهداف التجارية ونظم إدارة الأداء. تشمل خبرته تصميم الأطر المؤسسية وتصميم واستعراض الهيئات التنظيمية المناسبة في قطاع المياه، حيث اكتسب خبرته فيها من خلال مهام في كاب فيردي، زامبيا، لاتفيا، فانواتو، منغوليا، الهند، والولايات المتحدة الأمريكية.

شيبو ب. دهار شيبو ب. دهار

الأكثر قراءة