سوريا سوريا

لمحة إحصائية

 

 

بلغ عدد سكان سوريا 18.2 مليون نسمة عام 2021، وذلك بعدما انخفض من 21 مليونًا قبيل اندلاع النزاع عام 2011.[1] أدّت الحرب في سوريا إلى واحدة من أكبر أزمات اللجوء في العالم، إذ يشكّل اللاجئون السوريون ربع إجمالي عدد اللاجئين على الصعيد العالمي. نزح أكثر من 11 مليون شخص رسميًا - أي نصف سكان سوريا عام 2011 - بما في ذلك أكثر من 6 ملايين نازحاّ داخليًا و5.6 مليون لاجئ وفقًا لأحدث بيانات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.[2] لا يزال معظم اللاجئين السوريين يعيشون في المنطقة، ومعظمهم في المناطق الحضرية المضيفة (بينما يعيش 6٪ فقط في المخيمات)، 65.6 في المئة يقيمون في تركيا، 15.3 في المئة في لبنان، 11.9 في المئة في الأردن، 4.4 في المئة في العراق، 2.9 في المئة في شمال أفريقيا.[2] 45 في المئة من جميع اللاجئين السوريين المسجلين في المنطقة العربية هم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا.[3]

 

وفقًا لمؤشر السلام العالمي، حلّت سوريا في المرتبة الأخيرة كأقلّ الدول سلمًا خلال السنوات الستة الماضية، ثم في المرتبة ما قبل الأخيرة عالمياً في العامين 2019 و2020، نظراً لانخفاض حدة الصراع. ومع ذلك، لا تزال سوريا تحتل المرتبة الأولى عالميا في مؤشر الصراع المستمر والتكلفة الاقتصادية للعنف.[4]

تسبب الصراع في سوريا بخسائر فادحة في الاقتصاد، ما أدى إلى تآكل سبل العيش، وتدمير البنية التحتية وتعثّر إمكانية توفير الخدمات منذ عام 2011. بحسب تقديرات البنك الدولي، فقد تقلّص النشاط الاقتصادي في سوريا بأكثر من 60 في المئة بحلول عام 2017 مقارنةً بمستويات عام 2010، [5] وتقدر الخسائر المتراكمة من الصراع بـ 324.5 مليار دولار، وذلك عند مقارنة الناتج المحلي الإجمالي الذي كانت سوريا ستحققه في غياب الحرب. فقد تكبدت سوريا أكبر تكلفة اقتصادية ناتجة عن العنف في العالم، بقيمة تقدر بنحو 59 في المئة من ناتجها المحلي عام 2020.[4] انخفضت قيمة مؤشر التنمية البشرية في سوريا من 0.644 في عام 2010 إلى 0.567 في عام 2020، مما يضع البلد في فئة التنمية البشرية المنخفضة – لتحلّ في المرتبة 151 من أصل 189 بلد وإقليم.[6] وارتفع معدل البطالة إلى 55 في المئة [7] مقارنة بالمعدل الرسمي البالغ 8.6 في المئة في عام 2010.[8]

 

إضافة إلى ذلك، فإن الأزمة الاقتصادية والسياسية المتفاقمة في لبنان وإدخال قانون قيصر قد أضافا قيودًا إضافية على العلاقات الاقتصادية الخارجية لسوريا، مما أدى إلى نقص الوقود وارتفاع الأسعار والانخفاض السريع في قيمة العملة المحلية.[5] خلال العام الماضي، ارتفعت أسعار المواد الأساسية في سوريا بنسبة 236 في المئة، وذلك مع انخفاض قيمة الليرة السورية. ارتفع سعر النفط من 1000 ليرة سورية في كانون الثاني/يناير 2020، إلى نحو 5000 ليرة سورية في كانون الثاني/يناير 2021.[9]

 

هناك ما يقارب 13.4 مليون شخص سوري بحاجة الى مساعدة انسانية في عام 2021، في ثاني أسوأ أزمة انسانية في العالم بعد اليمن.[10][11] ووفقًا للأحدث البيانات الصادرة عن الامم المتحدة، يعيش أكثر من 83 في المئة من السوريين تحت خط الفقر، مقارنة بنسبة 28 في المئة في عام 2010. هذا فيما يشير مؤشر الفقر المتعدد الأبعاد - الذي يتضمن مؤشرات تتعلق بالصحة والتعليم ومستوى المعيشة - إلى أنّ معدل الفقر الوطني يبلغ 38.9 في المئة في سوريا.[7] ووفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن برنامج الاغذية العالمي للأمم المتحدة، يعاني 12.4 مليون سوري -أي حوالي 60 في المئة من السكان- من انعدام الأمن الغذائي.[9]

 

أدى النزوح المستمر، والتعرض للعنف، وتزايد الفقر والحرمان المستمر من الوصول إلى الخدمات والاحتياجات الأساسية إلى التأثير على حياة الأطفال في سوريا بشكل كبير. فهناك 6 ملايين طفل دون سن 18 عامًا بحاجة إلى المساعدة الإنسانية في عام 2021، وذلك مقابل 4.8 مليون طفل بحسب خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2020.[12] ويعاني حوالي 91,811 طفلًا دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، مع وجود 146,898 طفلًا معرّضين بشكل كبير لنقص التغذية إذا استمرت الأزمة.[7] وبسبب العنف، فإن واحدة من كل ثلاث مدارس إما تضررت أو دمرت أو استخدمت كملاجئ جماعية للنازحين داخلياً. وفي هذا السياق، لا يزال هناك 2.1 مليون طفل خارج المدراس و1.3 مليون طفل عرضة لخطر التسرب.[13] وفقًا لآخر تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، يحرم 39 في المئة و 38 في المئة من الأطفال البالغين من العمر سنة واحدة من التطعيم ضد اللقاح الثلاثي والتحصين ضد الحصبة، مقارنة بـ 6 في المئة و 11 في المئة على التوالي في المنطقة العربية.[14]

 

أثرت الأزمة بشكل كبير على نظام تقديم خدمات الرعاية الصحية وأدّت إلى استنزاف العاملين الصحيين في جميع أنحاء البلاد، حيث أنّ 46 في المئة من المستشفيات والمرافق الصحية الأولية لا تعمل أو تعمل بشكل جزئي. بحلول منتصف عام 2019، كان هناك 13.2 مليون سوري بحاجة للمساعدة الصحية، حيث تشكل النساء 72 في المئة منهم.[7] إنّ تعطل الخدمات الصحية، والظروف المعيشية الصعبة، وانخفاض تغطية التحصين الروتيني تضع تحديات شديدة على سوريا للتصدّي والتخفيف من آثار تفشي فيروس كورونا.

 

سجلت وزارة الصحة 19404 حالة إصابة بكوفيد-19 بحلول 5 نيسان/أبريل 2021، و 1313 حالة وفاة.[11] ولم يتم التبليغ عن اعطاء أي جرعة من اللقاحات ضد وباء كورونا.[15] ومع ذلك، فإن سوريا هي واحدة من 20 دولة في إقليم الشرق الأوسط ​​والتي من المتوقع أن تتلقى حوالي 46 الى 56 مليون جرعة من لقاحات استرزنيكا/اوكسفورد خلال النصف الأول من عام 2021 كجزء من برنامج كوفاكس (COVAX).[16]

 

تم تحديث هذه اللمحة العامة في نيسان/أبريل 2021، مع إعطاء الأولوية لأحدث البيانات الرسميةالمتاحة التي نشرتها المكاتب الإحصائية الوطنية و/ أو المؤسسات الرسمية.

 


المصادر:
 

[1] شعبة السكان التابعة لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمانة العامة للأمم المتحدة. 2019. التوقعات السكانية في العالم. [أونلاين] متوفر على: https://population.un.org/wpp/Download/Standard/Population/ ]تم الدخول في 24 نيسان/أبريل 2021[.

[2] مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين. أبريل 2021. الاستجابة الإقليمية للاجئين السوريين. [أونلاين] متوفر على:

https://data2.unhcr.org/en/situations/syria  ]تم الدخول في 24 نيسان/أبريل 2021[.

[3] الخطة الإقليمية للاجئين والصمود. 2020. نظرة عامة استراتيجية إقليمية، 2021-2022. [أونلاين] متوفر على: https://reliefweb.int/report/lebanon/regional-refugee-resilience-plan-3rp-regional-strategic-overview-2021-2022 ]تم الدخول في 24 نيسان/أبريل 2021[.

[4] معهد الاقتصاد والسلام. 2020مؤشر السلام العالمي: قياس السلام في عالم معقد. [أونلاين] متوفر على: https://www.visionofhumanity.org/wp-content/uploads/2020/10/GPI_2020_web.pdf ]تم الدخول في 26 نيسان/أبريل 2021[.

[5] البنك الدولي. 2020البنك الدولي في سوريا، عرض عام. [أونلاين] متوفر على:  https://www.worldbank.org/en/country/syria/overview ]تم الدخول في 26 نيسان/أبريل 2021[

[6] برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. نيسان/أبريل 2020.  قاعدة بيانات مؤشر التنمية البشرية. [أونلاين] متوفر على: http://hdr.undp.org/en/countries/profiles/SYR ]تم الدخول في 23 نيسان/أبريل 2021[.

[7] مجموعة التوجيه الاستراتيجية لسوريا بكاملها  (SSG). آذار/مارس 2019.  خطة الاستجابة الإنسانية 2019الجمهورية العربية السورية. [أونلاين] متوفر على: https://reliefweb.int/sites/reliefweb.int/files/resources/2019_Syr_HNO_Full.pdf  ]تم الدخول في 23 نيسان/أبريل 2021[.

[8] المكتب المركزي للإحصاء في سوريا. 2020. [أونلاين]. متوفر على: http://cbssyr.sy/index-EN.htm  ]تم الدخول في 23 نيسان/أبريل 2021[.

[9] برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة. شباط 2021. اثنا عشر مليون سوري الآن في قبضة الجوع، أنهكهم الصراع وارتفاع أسعار المواد الغذائية [أونلاين]. متوفر على: https://www.wfp.org/news/twelve-million-syrians-now-grip-hunger-worn-down-conflict-and-soaring-food-prices ]تم الدخول في 23 نيسان/أبريل 2021[.

[10] مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. 2019أرقام مفتاحية. [أونلاين]. متوفر على https://www.unocha.org/Syria  ]تم الدخول في 23 نيسان/أبريل 2021[.

[11] مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، موقع ReliefWeb. الجمهورية العربية السورية: التحديث الإنساني رقم 25 لـ COVID-19 اعتبارًا من 5 أبريل 2021. ] أونلاين]. متوفر على https://reliefweb.int/report/syrian-arab-republic/syrian-arab-republic-covid-19-humanitarian-update-no-25-5-april-2021 ]تم الدخول في 23 نيسان/أبريل 2021[.

[12] صندوق الأمم المتحدة الدولي لرعاية الطفولة (اليونيسف). 2021. تقرير اليونيسف للوضع الإنساني في سوريا بالكامل: آذار 2021. ] أونلاين]. متوفر على  https://reliefweb.int/report/syrian-arab-republic/unicef-whole-syria-humanitarian-situation-report-march-2021  ]تم الدخول في 30 نيسان/أبريل 2021[.

[13] منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف). 2020خطة اليونيسف حول الأزمة السورية[أونلاين] متوفر: https://www.unicef.org/appeals/files/UNICEF_Syria_Crisis_Humanitarian_Situation_Report_April_2019.pdf ]تم الدخول في 23 نيسان/أبريل 2021[.

[14] صندوق الأمم المتحدة الدولي لرعاية الطفولة (اليونيسف). 2020. البيانات حسب الموضوع والبلد. [أونلاين] متوفر: https://data.unicef.org/topic/child-health/immunization/ ]تم الدخول في 23 نيسان/أبريل 2021[.

[15] منظمة الصحة العالمية. مارس 2021. لوحة معلومات فيروس كورونا (COVID-19). [أونلاين] متوفر: https://covid19.who.int/region/emro/country/ye ]تم الدخول في 24 أذار/مارس 2021[.

[16] مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، موقع ReliefWeb. فبراير 2021. بصيص أمل: إطلاق لقاحات COVID-19 في بلدان إقليم شرق الأوسط. [أونلاين] متوفر: https://reliefweb.int/report/tunisia/glimmer-hope-covid-19-vaccines-roll-out-countries-eastern-mediterranean-region ]تم الدخول في 24 أذار/مارس 2021[.

 

 

 

عرض الكل

أبرز البيانات

  • أدى امتداد النزاع المسلح في سوريا واتساع نطاقه إلى أزمة إنسانية حيث أصبح 6.5 مليون شخص في عداد النازحين داخلياً و4.8 مليون شخص في عداد اللاجئين في نهاية عام 2015 وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

عرض الكل

الإصدارات