الابتكارات في العالم العربي: التصنيفات العالمية للابتكار وما يقوله المدراء التنفيذيين للشركات – الجزء الأول

جوليا دفلين, 05 مارس/آذار 2015

تتجه تصنيفات الابتكار على الصعيد العالمي إلى الارتباط بمستويات الدخل الفردي. وحلت الدول العربية في المعدل، في المرتبة الـ85، وقابلة للمقارنة مع دول مثل اندونيسيا. وتتضمن مجالات التحدي إنتاجات خلاقة، بالإضافة الى إنتاجات معرفية وتكنولوجية. وتقع الأردن بين مجموعة مختارة من دول الدخل المتوسط الناشئة – التي تضم الصين، وكوستا ريكا، وهنغاريا، والهند، وماليزيا، وفييتنام – التي تتحرك صعوداً بشكل سريع في التصنيفات العالمية لمعدلات الدخل الفردي. أما دول مجلس التعاون الخليجي، كالكويت، وقطر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، فتقع عامة في مرتبة عالية، وهي من بين الاقتصادات الـ 50 الأولى في العالم. وتشكّل إنتاجات المعرفة والتكنولوجيا في هذه الدول تحديًّا استثنائيًا بالنسبة إلى المقارنة، في حين تمثل ركيزة معيار المعرفة، ورأس المال البشري والأبحاث، ودقة الأعمال نقاط قوة.

 

التصنيفات العالمية للابتكار للدول العربية لعام 2013

chart1.jpg
المصدر: دوتا ولانفين 2013

 

chart-2.jpg
المصدر: دوتا ولانفين 2013


chart-3.jpg
المصدر: دوتا ولانفين 2013

 

ماذا يقول المدراء التنفيذيون للشركات

 

بمساعدة الشركات الخاصة، يوسع عددًا متزايدًا من مبادرات الابتكار في العالم العربي الحدود التكنولوجية، إذ يرى المدراء التنفيذيون أن استراتيجيات الأعمال تتحول من "شراء" الى "القيام" بالابتكار، مع زيادة الفائدة من خلال بناء مهارات ابتكار محلية. وقد كشفت مقابلات أجريت مع 167 مديرًا تنفيذيًا في مجموعة من القطاعات في دول مجلس التعاون الخليجي، وشمال إفريقيا، والمشرق عام 2013، كيفية توسيع هذه المبادرات لحدود الابتكار. ففي مصر مثلاً، تعاونت شركة "آي.بي.أم" مع الحكومة، وجامعة لإنشاء مركز القاهرة لأبحاث تكنولوجيا النانو وسبل تطويرها، كجزء من جهود الحكومة في تقديم خدمة العلوم، والإدارة، والهندسة الى منهاج الدراسة الوطني. أما مناقصة قطر التي فازت بكأس العالم لعام 2022، فتضم تكنولوجيات تبريد متطورة صديقة للبيئة ، وتستخدم أقسام الملعب وحدات لبناء 22 مدرجاً حول العالم وفي الدول المتطورة. وفي الرياض، تشغّل الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) مركزاً جديداً لتطوير التطبيقات لمنح الزبائن خدمة كاملة من الدعم التقني. وفي الإمارات العربية المتحدة، تجمع شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة دو، اتحادًا من المشغلين الإقليميين لابتكار منتدى عربي لوسائل التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت. أما إقليمياً، فتخطط شركة غولف بريدج إنترناشيونال بوصل الشرق الأوسط والهند مع أوروبا عبر 8,125 مايلاً من كابلات الألياف البصرية تحت المياه.

 

لماذا تبادر الشركات الى الابتكار؟ يرى المدراء التنفيذيون المستطلعة آراؤهم، الابتكار على أنه مكون مهم في استراتيجياتهم لزيادة النمو، وطريقة لتحقيق التميز على صعيد التنافس، واكتساب حصة في السوق، وتعزيز رضى وولاء العملاء، ورفع الأداء التنظيمي، وعائدات النمو. وتوقع حوالى 90 في المئة من هؤلاء المدراء تغير استراتيجيات النمو بشكل كبير في عام 2014، ويهدف حوالى ثلاثة أرباع هؤلاء الى تحقيق الابتكار أو "الإنجازات" التي تضم تغييرات في نموذج التكنولوجيا والأعمال. ويُتوقع أن يتأتى قسم كبير من النمو بفضل الشركات الجديدة الناشئة؛ كما تدير تكنولوجيات الجيل القادم الى جانب استثمارات واسعة النطاق في تكنولوجيات النفط والغاز الجديدة، والطاقات المتجددة، مع تواصل أكبر حول العالم هذا التوجّه.

 

وتقود الشركات التي تتمتع بنمو مرتفع المجموعة مع تركيز كبير على استراتيجية الابتكار، وجعل الزبون مركز الاهتمام، وثقافة الابتكار. ويُعتبر الزبائن، والمنافسون، والموظفون كمصدر أساسي للابتكار، إذ تركز المقاربات الأكثر نجاحاً على إعطاء الموظفين فرصة التأثير على استراتيجيات الابتكار والمشاركة في مبادرات عالية المستوى، فضلاً عن مكافآت مالية وتقدير.

 

لقراءة الجزء الثاني

 

هذه المدونة كتبت أصلاً باللغة الانكليزية

 


جوليا دفلين زميلة غير مقيمة في برنامج الاقتصاد العالمي والتنمية في معهد بروكينغز. عملت سابقًا كمستشارة في مجموعة البنك الدولي ومحاضرة في الاقتصاد في جامعة فيرجينيا. يتركز عملها على التنمية الاقتصادية، تنمية القطاع الخاص، الطاقة، والتجارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. حاصلة على درجة الدكتوراه في الاقتصاد.

جوليا دفلين جوليا دفلين

الأكثر قراءة