الافتقار إلى الطاقة

علي فقيه, 17 فبراير/شباط 2015

يشير الافتقار إلى الطاقة إلى انعدام إمكانية الوصول إلى مرافق الطاقة الحديثة، مثل الحصول على الكهرباء ومعدات الطهي الحديثة والكهربائية على مستوى الأسرة. وبحسب ما أعلنته وكالة الطاقة الدولية، يفتقر 18 في المئة من سكان العالم إلى الكهرباء و38 في المئة إلى مستلزمات الطهي النظيفة. وفي المنطقة العربية، تصل هذه الأرقام إلى 9 في المئة و 4 في المئة على التوالي.[1]

 

وبالمقارنة مع المناطق النامية الأخرى، أي جنوب شرق آسيا وجنوب آسيا وأميركا اللاتينية وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تتميّز المنطقة العربية بسهولة حصولها على الطاقة الحديثة. وعلى الرغم من هذا الواقع، تخفي المعدلات الإقليمية التفاوت الحاصل بين البلدان. وبحسب ما أعلنه البنك الدولي، يفوق معدّل تزويد الكهرباء في جميع الدول العربية الـ 90 في المئة، باستثناء السودان واليمن حيث لا يزال الملايين يستخدمون الكتلة الحيوية التقليدية للطهي والتدفئة. إلاّ أنّ الصورة تختلف عندما نتطرّق إلى استهلاك الطاقة الفردي؛ إذ يشير الرسم البياني رقم 1 إلى أنّ مستويات استهلاك الفرد من الطاقة الكهربائية في الجزائر ومصر والعراق والأردن والمغرب والسودان وسوريا وتونس واليمن كانت أقلّ من المتوسط العالمي (3045 كيلو واط في الساعة للفرد الواحد) في العام 2011، في حين أنّ الاستهلاك الفردي في لبنان يناهز المتوسط العالمي. أمّا في دول مجلس التعاون الخليجي، فتتخطّى المستويات المذكورة متوسط مستويات الاستهلاك الفردي. وتجدر الإشارة إلى أنّ مستويات الاستهلاك الفردي تتبع نفس نمط الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد.

 


المصدر: مؤشرات التنمية العالمية، البنك الدولي.

 

يرتبط مقياس آخر للافتقار إلى الطاقة بالاعتماد على إمدادات الكهرباء التي تؤثر سلبًا على معيشة عدد كبير من الأسر. ويشير الرسم البياني رقم 2 إلى أنّ انقطاع الطاقة الكهربائية شائع في عدد من البلدان العربية. وعلى الرغم من أن معظم حالات انقطاع الكهرباء قصيرة الأجل ولكن متكررة، إذ تكشف أوجه القصور في توفير الكهرباء بشكل عامّ في السنوات الأخيرة.
 

المصدر: مسح البنك الدولي الخاصّ بالشركات

 

بشكل عام، يؤثر الافتقار إلى الطاقة على المناطق النائية والريفية في غالب الأحيان حيث عادةً ما تفوق تكلفة تحسين توفّر الطاقة الفوائد المترتبة عن توسيع نقاط إمدادات الشبكة الكهربائية أو الوقود الأحفوري. وعليه، فإن اعتماد مصادر الطاقة المتجددة - مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح - يمكن أن يشكّل بديلاً مجديًا للتخفيف من وطأة المشكلة؛ لا سيّما وأنّ مصادر الطاقة هذه لا تستوجب التوسيع المكلف للبنى التحتية الحالية الخاصّة بالطاقة.

 

وفي الغالب، يعكس الافتقار إلى الطاقة في المنطقة العربية بشكل واضح، عندما يكون موجودًا، حالة الفقر بشكل عامّ. ويمكن للمرء أن يتوقّع حلّ مشكلة الافتقار إلى الطاقة بشكل تدريجي مع خفض مستويات الفقر في البلدان العربية الفقيرة.

 

هذه المدونة كتبت أصلاً باللغة الانكليزية

 


[1] الوكالة الدولية للطاقة http://www.iea.org/topics/energypoverty/

 


علي فقيه أستاذ مساعد في الاقتصاد في الجامعة اللبنانية الأميركية. وهو باحث منتسب في مركز بحث وتحليل المنظمات بين الجامعات (CIRANO) في مونتريال، كندا، ومعهد لدراسة العمل (IZA) في ألمانيا. حاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد.

علي فقيه علي فقيه

الأكثر قراءة