الطاقة المتجدّدة

وليد مرّوش, 17 فبراير/شباط 2015

إنّ الطاقة المتجدّدة هي طاقة مصدرها موارد يمكن تجديدها أو استبدالها بشكل طبيعي بنسب مختلفة، وهي تشمل الطاقة المستمدّة من مصادر الطاقة الشمسية، والرياح، والمياه، والمدّ والجزر، والكتل الحيوية. إن مصادر الطاقة المتجددة، في البلدان العربية، ليست مطوّرة على نحو كافٍ بسب عوائق طبيعية وسياسية.

 

وتتميّز المنطقة العربية بنقص في غطاءٍ نباتيٍ مهمّ مثل الغابات، والمراعي، وأراضٍ شبه حرجية أخرى، بالإضافة إلى النظم النهرية الّتي تخفض قدرة إنتاج الوقود الحيوي من الكتلة الحيوية وتوليد طاقة كهرمائية من سدود الأنهر. إلاّ أنّه على الرغم من وجود الرياح وأشعّة الشمس بوفرة، تجاهلت سياسات الطاقة حتّى الآن بشكل كبير قدرة إنتاج طاقة متجدّدة من هذين الموردين. ويظهر الرسم البياني رقم 1 بوضوح المساهمة الهامشية للموارد المتجدّدة كمصدر طاقة. ففي جميع البلدان العربية، باستثناء السودان، لا تتخطّى نسبة إنتاج الكهرباء من الموارد المتجدّدة سوى 10 في المئة، في حين أنّها تكاد تنعدم في نصف البلدان العربية.

 

إنتاج الكهرباء المتجددة (2011)

المصدر: مؤشر التمنية العالمية، البنك الدولي

 

لا يجب أن يعني تقبّل القيود الّتي تمنع استعمال موارد الطاقة الكهرمائية والكتلة الحيوية عدم الحراك في ما يخص موارد أخرى للطاقة المتجددة. فبحسب منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، تملك المنطقة العربية "أحد أعلى القدرات في العالم على الاستفادة من طاقة الشمس والرياح".[1] ولكن، تجاهلت البلدان العربية احتمال مساهمة هذه الموارد المتجدّدة في النمو والتنمية الاقتصاديين. ويرتبط هذا الاحتمال بالدور الّذي يمكن أن تؤدّيه الطاقة المتجدّدة لمعالجة الافتقار إلى الطاقة. في الواقع، يمكن أن تخفف مصادر الشمس والرياح مشكلة صعوبة الحصول على الكهرباء في المناطق الريفية والنائية. وبما أنّه يمكن توليد الكهرباء من الشمس والرياح محلّيًا، أي خارج الشبكة، ما من داعٍ إلى مدّ شبكات الطاقة الكهربائية المكلفة في العديد من المناطق الريفية والنائية. إلى ذلك، يمكن خفض تكلفة نقل الوقود الأحفوري إلى المناطق النائية من خلال استعمال مصادر الشمس والرياح لتلبية احتياجات هذه المناطق من الطاقة. ويظهر أيضاً بين إيجابيات تنمية المصادر المتجددة في المناطق الريفية استحداث فرص عمل محليّة تزيد مشاركة القوة العاملة وتعالج بالتالي مشكلتي الافتقار إلى الطاقة والفقر.

 

وبالنظر إلى أنّ المنطقة العربية تعتمد على الوقود الأحفوري، لا يمكنها أن تستمر، لوقت طويل، في تجاهل قدرة الطاقات المتجددة. إلى ذلك، تشدّد المخاوف البيئية المتعلّقة بالتلوّث البيئي الناتج عن استخدام الوقود الأحفوري على ضرورة إحداث تحوّل في السياسة تجاه استخدام الطاقة أكثر تنوّعًا. وتوفر الطاقات المتجدّدة خيارًا حقيقيًا لمنطقة بحاجة إلى تنويع لمواردها الطاقة لديها في وقت تصبح ندرة الوقود الأحفوري عائقًا تدريجيًا.

 

هذه المدونة كتبت أصلاً باللغة الانكليزية

 

[1]  منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي (2013) الطاقات المتجددة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، http://www.oecd.org/investment/psd/renewable-energies-mena-2013.htm

 


وليد مرّوش أستاذ مشارك في الاقتصاد في الجامعة اللبنانية الأميركية. يشغل حاليًا منصب رئيس مشارك لقسم الاقتصاد في الجامعة. يشارك بنشاط في البحوث الأكاديمية، بالإضافة إلى الأعمال الاستشارية لعدد من المنظمات الدولية. وهو أيضًا زميل مشارك في مركز بحث وتحليل المنظمات بين الجامعات (CIRANO) في مونتريال، كندا. حاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد التطبيقي.

وليد مرّوش وليد مرّوش

الأكثر قراءة