الفقر في مصر

أحمد غنيم [[email protected]], 06 مارس/آذار 2015

ظلَّ الفقر في مصر مرتفعًا وعرضة للتغيرات في معدّلات نموّ الناتج المحلي الإجمالي. وبحلول شباط/فبراير 2009، عاش نحو 21 في المئة من السكان أو ما يقارب الـ13.5 مليون تحت خط الفقر الوطني.[1] ووفقًا للبنك الدولي (2009)، تحسّنت حالة الفقر في العام 2008، مقارنةً مع العاميْن 2004/2005. (الرسم البياني 1)

 

رسم بياني 1: تدابير الفقر الإجمالية 1990-1991 إلى 2008 (%)

مصادر: خير الدين والليثي للعام 2006؛ البنك الدولي العام 2009.

ملاحظة: P0 هو مقياس لمعدّل حدوث الفقر؛ P1 يقيس عمق الفقر الذي يقيسه مؤشر فجوة الفقر، الذي يجسد نسبة العجز تحت خط الفقر لجميع السكان. ويقيس P2 شدّة الفقر.

استنادًا إلى خطّ الفقر للفرد الواحد، في الاستطلاعات الثلاثة اللاحقة تمّ احتساب مقاييس الفقر على أساس خطّ فقر أسرٍ محددة.

 

في أعقاب الانتفاضة الشعبية في 25 كانون الثاني/يناير 2011، ارتفعت مستويات الفقر بشكلٍ ملحوظٍ، ويعود ذلك أساسًا إلى تباطؤٍ كبيرٍ في معدّلات النموّ، وزيادة كبيرة في معدلات البطالة، والوضع السياسي غير المستقرّ (CAPMAS 2012).

 

وحدث التراجع في مستويات الفقر جنبًا إلى جنب مع تحسين توزيع الدخل. ويبدو أنّ هذا الأخير قد تحسنّ بشكلٍ عامٍّ من العاميْن 1990-1991 إلى العاميْن 2004-2005 (خير الدين والليثي 2006). ومع ذلك، وجد البنك الدولي (2009) أنّ هذا النمو الاقتصادي المرتفع خلال 2005-2008 كان مصحوبًا بتوزيعٍ متردٍّ للدخل.

 

وساهم الدعم الحكومي جزئيًّا في تفاقم مستويات الفقر،[2] إذ حصل نحو 70 في المئة من السكان على البطاقات التموينية ولكن تمّ استبعاد 19 في المئة من السكان الأكثر ضعفًا (المعهد الدولي لأبحاث السياسة الغذائية IFPRI وبرنامج الأغذية العالمي WFP 2013).

 

النمو والفقر

 

فشل أداء النمو الاقتصادي بعد التسعينات في خلق فرص عملٍ كافيةٍ لتتناسب مع الزيادة السريعة في القوى العاملة التي تبلغ 2.7 في المئة في السنة.[3]

 

من 1990/91 إلى 2008، ظلّ الفقر هشًّا للغاية، بما أنّ أي زيادة أو انخفاض في نمو الناتج المحلي الإجمالي ستترافق في المقابل بانخفاضٍ أو زيادةٍ في الفقر للفئات القريبة من خطّ الفقر. وكانت الخطّة الوطنية الخمسية السادسة للتنمية (2007-2012) قد وضعت هدف الحدّ من الفقر إلى 15 في المئة بحلول 2011/2012 (UNDP 2010ب)، والذي لم يتحقّق مع الأسف.

 

يتوزيع النمو الاقتصادي والفقر بشكلٍ غير متساوٍ عبر المناطق والأنشطة القطاعية. ويعيش أكثر من ثلثي الأشخاص الشديدي الفقر في صعيد مصر. وهناك تركيز قطاعي عالٍ للفقراء (40 في المئة) في الأنشطة الزراعية، والبناء، والقطاع غير الرسمي (البنك الدولي 2009).

 

هذه المدونة كتبت أصلاً باللغة الانكليزية

 


 [1] ويقدر البنك الدولي (2009) عدد الفقراء في مصر بـ 28 مليون في عام 2005، أو 40 في المئة من السكان. أيضا وفقًا للبنك الدولي (2009)، هناك 13.6 مليون (19.6 في المئة) في فقر مدقع أو في الفقر الشديد (يتفقون أقل من الحد الأدنى لتغطية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء، أو أقل من 1,423 جنيه سنويا للفرد الواحد)، و 14.5 مليون (21 في المئة) قريبين من عتبة الفقر (الإنفاق بين 1,424 جنيه و1,854 جنيه سنويا للفرد الواحد).

[2] نشرت وحدة مراجعة السياسة المالية العامة في وزارة المالية المصرية مذكرة السياسة في أيلول/سبتمبر 2010 حول دعم المواد الغذائية. راجع:

http://www.mof.gov.eg/MOFGallerySource/English/PDF/Food%20Subsidies%20Report-sep2010.pdf.

[3] وكما أكد الأهواني والليثي (2002)، يعتمد تأثير النمو الاقتصادي على الحد من الفقر على كيفية توجيهها لتحسين دخل الفقراء.

 


أحمد غنيم أستاذ الاقتصاد في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة. وهو باحث في منتدى البحوث الاقتصادية للدول العربية (ERF) في مصر، وفي مركز البحث الاقتصادي والاجتماعي (CASE) في بولندا.

 


إنّ كافة الآراء الواردة في المدونة تعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي البوابة العربية للتنمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

أحمد غنيم [aghoneim@gmx.de] أحمد غنيم [[email protected]]

الأكثر قراءة