بداية جيدة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تونس – الجزء الأول

غلاي الحدج, 06 مارس/آذار 2015

تُعرف الرقمية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات على أنها محفزات أساسية في تحويل الاقتصاد الوطني وزيادة رفاهية المواطن. كما يوفر الاستخدام الكامل لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، طرقاً جديدة لخلق القيمة، وزيادة الانتاجية، وتحقيق النمو الاقتصادي، وخلق وظائف بنوعية جديدة في العالم الاقتصادي الحالي المرتبط بشكل كبير بالرقمية.

 

في تونس، يعتبر قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي يتضمن الاتصالات، والبرمجيات، والخدمات، وصناعات الوسائط المتعددة، والذي ينتشر بشكل كبير، من القطاعات الديناميكية وذات الأولوية، مع واحد من أعلى معدلات النمو (14.6 في المئة عام 2012). وقد ساهم بنسبة 7.6 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي عام 2012[1]، مقارنة بـ2.5 في المئة فقط عام 2002، و4.6 في المئة عام 2007، كنتيجة لتنفيذ استراتيجية تقدمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التي تنطوي على إصلاح البيئات التنظيمية والمؤسسية؛ وتطوير قدرات الموارد البشرية؛ وتحسين البنى التحتية في ما يتعلق بالشبكات، والمعدات، والخدمات؛ واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ والسماح ببيئة لنمو أعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

 

في هذا السياق، صنف مؤشر الجاهزية الشبكية في منتدى دافوس الاقتصادي، تونس في المرتبة الـ50 من أصل 142 دولة في التنافس العالمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (2012). غير أنّ تونس احتلت المرتبة الأولى بين الدول الإفريقية والسابعة بين الدول العربية.

 

وتتمتع تونس ببنية تحتية متقدمة وفعّالة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جميع أنحاء البلاد، مع انتشار أكثر من 100 في المئة للهاتف المحمول (118.6 في المئة عام 2012)، واستخدام واسع للشبكة الرقمية وتحديداً الجيل الثالث G3، التي نمت بشكل سريع، كنتيجة للمنافسة في سوق اللاسلكي بين ثلاثة موزعين – أورانج تونس، وتونس تيليكوم، وتونيسيانا (أوريدو). كما أنَّ شبكات الاتصالات مجهزة بمفاتيح متعددة الوظائف وعالية السرعة التي تعالج الصوت، والانترنت، وحركة مرور الوسائط المتعددة بشكل متزامن.

 

إن الاتصال العالمي لتونس آمن، ويتمتع بقدرة كافية لتلبية الاحتياجات المحلية والمستقبلية من خلال بوابات دولية عصرية، وثلاثة كابلات بحرية دولية (هنيبعل، وكلترا، وسي- مي- وي4)، مع إمكانية جامعة تتخطى الـ4 تيرّابايت في الثانية. هذا وقد وصل عرض نطاق الانترنت الترددي الدولي إلى 82.5 جيغابايت/الثانية، متجاوزاً عام 2007 بشكل كبير حيث كان 3.1 جيغابايت/الثانية.

 

وعلى الرغم من هذه الإنجازات، تحتاج تونس الى ابتكار بيئة أكثر جديرة بالثقة ويمكن الاعتماد عليهاً، لتشجيع قطاعات التكنولوجيا وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الاقتصاد، لدفع عجلة النمو.

 

الجزء الثاني من سلسة المدونة هذه سيستعرض بعضاً من خيارات تونس لقيادة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والنمو القائم عليها.

 

هذه المدونة كتبت أصلاً باللغة الانكليزية

 

[1] تقرير وزارة تكنولوجيات الاتصال والاقتصاد الرقمي؛ http://www.mincom.tn

 


غلاي الحدج وزير تكنولوجيات الاتصال والاقتصاد الرقمي في تونس. تمَّ تعيينه رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة البريد التونسية، لوضع موضع التنفيذ تحولها من كيان إداري لشركة تجارية وإدماج التكنولوجيات الجديدة في تقاليدها الطويلة الأمد. في عام 1991، تمَّ تعيينه في منصب السكرتير الأول في وزارة البريد والاتصالات، لقيادة برنامج التعديل الهيكلي في هذا القطاع. حاصل على أعلى شهادة من الكلية الإدارية للإدارة.

غلاي الحدج غلاي الحدج

الأكثر قراءة