ديناميكية التصدير التونسي

سفيان غالي - الكاتب المشارك: سامي رزغوي, 04 مارس/آذار 2015

تشكّل قدرة تونس على تصدير الصناعات إحدى أكبر القدرات في العالم العربي. في عام 2009، كانت هناك 5,756 شركة تضم أكثر من 10 موظفين في قطاع الصناعة التونسي. وقد عملت أكثر من نصف هذه الشركات في صناعتين: الأقمشة والألبسة (36 في المئة) والمواد الغذائية (18 في المئة). بالإضافة الى أن ما يقارب الـ48 في المئة من كل شركات التصنيع، تنتج حصراً للتصدير.

 

وتسيطر صادرات الأقمشة والألبسة على السوق في ما يتعلق بالأرقام العامودية، كما في ما يتعلق بالملكية الأجنبية. ومن بين أكثر من 1,184 شركة عاملة في الصناعة ملكيتها أجنبية بالكامل، يصنّف أكثر من النصف (640) كصناعات للأقمشة والألبسة. كما تتركّز الشركات ذات رأس المال الأجنبي، والتي تعمل في التصدير حصرًا، أيضاً في صناعة الأقمشة والألبسة.

 

ولكن بينما تسيطر صناعات الأقمشة والألبسة على التصدير، تظهر صناعات أخرى أيضاً توجّهًا تصاعديًا في حصة التصدير (الجدول 1).

 

الجدول 1: حصة صادرات الصناعات حسب النوع، 2004-2008 (البيانات بالنسبة المئوية)

الصناعة

2004

2005

2006

2007

2008

متوسط معدل النمو السنوي

أقمشة وألبسة

42.1

39.2

34.7

33.3

27.3

4.0

مواد غذائية

11.5

10.9

12.5

10.4

9.8

11.0

بلاستيك، ورق وورق كرتون

4.5

4.2

4.9

5.4

5.3

20.0

مواد ميكانيكية ومعدنية

6.5

7.1

8.0

10.0

10.2

29.0

مواد بناء، سيراميك، وزجاج

1.6

1.8

2.1

1.9

2

22.0

مواد كهربائية وإلكترونية

17.5

19.2

20.9

22.3

22.3

23.0

جلد وأحذية

5.8

6.0

5.7

5.6

4.7

10.0

 

شكلت الصناعات الكهربائية والإلكترونية مثلاً أكثر من واحد على خمسة من مجموع الصادرات الصناعية عام 2008، مع بلوغ متوسط سنوي لمعدل النمو 23 فب المئة من العام 2004 إلى العام 2008 (الجدول رقم 1). وفي الفترة نفسها، تزايدت صادرات الأقمشة والألبسة بمتوسط متواضع للمعدل السنوي بلغ 4 في المئة. وفي الوقت نفسه، أظهرت صناعات أخرى كالمواد الكيميائية، والميكانيكية والمعدنية، متوسطًا عاليًا في معدلات النمو، وارتفاعًا في حصص التصدير في إجمالي الصادرات الصناعية.

 

وقد شكلت أوروبا لفترة طويلة السوق الأساسية لصادرات تونس، على الرغم من التغيرات الحاصلة في وجهات تصدير المنتجات. ففي عام 2010، مثلاً، اشترى الاتحاد الأوروبي 73 في المئة من الصادرات التونسية؛ ومن بين الوجهات الـ10 الأولى لتصدير السلع، سبع منها كان في أوروبا، مع استعاب فرنسا وإيطاليا لأكثر من نصف المجموع. غير أنه تعدّ ثلاث وجهات من خارج الاتحاد الأوروبي كالجزائر، وليبيا، والولايات المتحدة من الوجهات الـ10 الأولى أيضاً. ومع ذلك، نوعت تونس أسواق تصديرها في السنوات الاخيرة الى حد ما؛ وقد انخفضت حصة الاتحاد الأوروبي من إجمالي الصادرات، 10 نقاط مئوية من ذروة بلغت 83في المئة عام 2004.

 

ولكن على ما يبدو، فإن التنوع المستمر في كل من الإنتاج والاسواق هو الاتجاه الذي تتبعه تونس اليوم.

 

هذه المدونة كتبت أصلاً باللغة الانكليزية

 


سفيان غالي أستاذ الاقتصاد وعميد المدرسة العليا للعلوم الاقتصادية والتجارية في جامعة تونس. متخصص في مجالات المنظمات الصناعية والاقتصاد الدولي. له منشورات متخصصة في مجلات دولية، ساهم في العديد من الدراسات لوكالات وطنية تونسية ومنظمات مثل ITCEQ وIACE ومنظمات دولية مثل البنك الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وبنك الاستثمار الأوروبي، FEMISE، منتدى البحوث الاقتصادية، وشبكة التنمية العالمية. حاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد.


سامي رزغوي استاذ في جامعة منوبة في تونس. متخصص في مجالات سياسات الاقتصاد الكلي، الاقتصاد الدولي، اقتصاديات الصناعة وسياسة الابتكار. مؤلف العديد من البحوث المنشورة في المجلات الدولية وهو أيضًا مستشار ومساهم في تقارير مختلفة لوكالات دولية (ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، البنك الدولي، FEMISE، معهد البحر الأبيض المتوسط) ومؤسسات وطنية (معهد الدراسات الكمية، المعهد العربي لمدراء الأعمال، وزارة التجارة، وهيئة ترويج الاستثمار). حاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد.

سفيان غالي - الكاتب المشارك: سامي رزغوي سفيان غالي - الكاتب المشارك: سامي رزغوي

الأكثر قراءة