ريادة الأعمال والتنمية في العالم العربي: النشاط المتعلق بريادة الإعمال – الجزء الأول

جوليا دفلين, 04 مارس/آذار 2015

يشكّل الابتكار محركًا ضروريًا في قلب عملية التنمية، إذ أنه يصنع منتجات جديدة، واستخدامات جديدة للمنتجات الحالية، واستخدام أكثر فعالية للموارد. أما أصحاب الأعمال، فهم محفزو تنفيذ الأفكار الجديدة، حيث أن ريادة الأعمال والمبادرات هي السائدة على نحو متزايد على جدول أعمال التنمية العالمي، كأداة لنمو الانتاجية وخلق فرص عمل.

 

نشاط ريادة الأعمال في العالم العربي

 

شكّلت الشركات الحديثة التسجيل حوال 0.77 لكل 1000 شخص في سن العمل (من 15 الى 64 عاماً) عام 2011 في العالم العربي ، واحتلت المغرب، وعمان، والإمارات العربية المتحدة الطليعة؛ ولكن عمومًا، المستويات أقل من المناطق النامية كأوروبا وآسيا الوسطى، وأميركا اللاتينية والكاريبي، والصحراء الإفريقية الجنوبية.

 

كثافة تسجيل الأعمال الجديدة: منظور عالمي، 2011

المصدر: البنك الدولي، مؤشرات النمو العالمي، (تشرين الثاني/ نوفمبر 2011).

 

تختلف نسب كثافة تسجيل الشركات الجديدة لكل 1000 شخص أيضاً في المنطقة، من أعلى مستوى حيث يعادل 1.67 في سلطنة عمان الى أدناه ما يعادل 0.11 في العراق، إذ تشهد بعض الدول اتجاهًا متزايدًا في كثافة تسجيل الشركات الجديدة منذ منتصف العقد الأول من الألفية الثانية.

 

وتشير معايير أوسع الى نسب منخفضة نسبيًا لنشاط ريادة الأعمال عبر السكان، نسبة الى الصحراء الأفريقية الجنوبية، وأميركا اللاتينية، والكاريبي. كما ويعتبر قسم كبير من هذا التحرك "ضرورة" لريادة الأعمال التي تتركز في الشركات الصغيرة، نسبة إلى أميركا اللاتينية والكاريبي، كما هو مبين أدناه.

 

إجمال نشاط ريادة الأعمال في العالم العربي ومناطق أخرى (%)

المصدر: كسافيير إي أل. 2012

ملاحظة: يُحتسب إجمال نشاط ريادة الأعمال وفقًا لنسبة البالغين (18-64 عاماً) وهم أصحاب الأعمال الناشئين والجدد.

 

على الصعيد العالمي، يميل نشاط ريادة الأعمال أيضاً الى التركز بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عامًا، كما أن الانتشار بين الشباب مرتفع، خاصة في الدول التي لا تنتمي الى الاتحاد الأوروبي. في حين أنَّ الضفة الغربية وغزة هي استثناء، حيث معدلات المشاركة متعادلة تقريباً بين جميع الفئات.

 

بشكل عام، إن المواقف حيال ريادة الأعمال وتلقف فرص السوق مرتفعة نسبيًا في العالم العربي؛ إذ يُنظر إلى ريادة الأعمال عمومًا على أنها خيار لمهنة جيّدة، على عكس دول الاتحاد الأوروبي مثلاً، حيث تميل بدائل التوظيف في المؤسسات الأكثر ثباتًا إلى لعب دور هام.

 

على الصعيد العالمي، يسيطر الرجال على المرحلة المبكرة من نشاط ريادة الأعمال؛ حيث أن احتمال تأسيسهم لنشاط تجاري أكبر بثلاث مرات مما هو عليه للنساء في العالم العربي. ففي مصر، وفلسطين، وجمهورية كوريا، مثلاً، أقل من 20 في المئة من أصحاب الأعمال هم من النساء، في مقابل مشهد معاكس في عدد قليل من الدول في أميركا اللاتينية (إكوادور، باناما) والصحراء الإفريقية الجنوبية (نيجيريا).

 

يمكنكم قراءة الجزء الثاني هنا.

 

هذه المدونة كتبت أصلاً باللغة الانكليزية

 


جوليا دفلين زميلة غير مقيمة في برنامج الاقتصاد العالمي والتنمية في معهد بروكينغز. عملت سابقًا كمستشارة في مجموعة البنك الدولي ومحاضرة في الاقتصاد في جامعة فيرجينيا. يتركز عملها على التنمية الاقتصادية، تنمية القطاع الخاص، الطاقة، والتجارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. حاصلة على درجة الدكتوراه في الاقتصاد.

جوليا دفلين جوليا دفلين

الأكثر قراءة