ريادة الأعمال والتنمية في العالم العربي: تحديات وفرص؛ دعم وتعزيز ريادة الأعمال – الجزء الثاني

جوليا دفلين, 04 مارس/آذار 2015

بيئة مناسبة لريادة الأعمال – تحديات وفرص

 

تحدد البيئة المناسبة لريادة الأعمال الشروط التي تتيح لأصحاب المشاريع الدخول الى الأسواق والازدهار – وتتضمن هذه الشروط توفر رأس المال، وحقوق الملكية، والكثير من العوامل الأخرى. ويمكن لبيئة تنظيمية وتتمتع بأعمال قوية من أن تشجع اانشاط التجاري، وخاصة مع مراعاة مستويات الاستئثار ومراقبة الفساد. وتشكّل العوامل الأكثر أهمية لأصحاب المشاريع الأسواق التي يمكن الوصول إليها، ورأس المال البشري والقوى العاملة، والتمويل.

 

تُصنف البيئة الملائمة لريادة الأعمال في العالم العربي فوق المعدل في مجالات كالتعليم الخاص، والموجهين والمستشارين، وفي عدد متزايد من برامج الحكومة لدعم المشاريع. وبالنسبة الى مناطق أخرى، يواجه أصحاب المشاريع شروطًا شبيهة في ما يتعلق بالخدمات المهنية والتجارية، وجمعيات التشبيك، والحاضنات. ويعود تدني نسبة الحصول على تمويل للمشاريع المتناعية الصغر والمشاريع الصغيرة والمشاريع المتوسطة بشكل جزئي إلى ضعف الشفافية المالية والبنى التحتية، وتحديدًا في شكل نقص المعلومات الائتمانية.، فضلاً عن وجود فجوات كبيرة في الاستثمار في الأسهم؛ وغياب فرص التعليم الرسمي لأصحاب المشاريع؛ وبيئة تنظيمية صعبة؛ وكذلك وجود فجوات في الوصول إلى خدمات البنى التحتية لا سيّما في ما يتعلٌّق بالنقل والكهرباء. إلى ذلك، لا تزال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تشكّل مشكلة أيضًا.

 

مقاربات مختلفة لدعم ريادة الأعمال

 

يشهد العالم العربي اليوم دعمًا متزايدًا لريادة الأعمال، مع ما يقدّر بـ 150 نشاطًا موجودًا وجاريًا، الى جانب عدد كبير من نشاطات تنظيم المشاريع. فمنذ العام 2000، تسارعت عجلة المبادرات المشابهة، وأغلبيتها (60 في المئة منها) من المنظمات غير الحكومية. وتتضمن هذه البرامج الحاضنات التكنولوجية، والمنظمات غير الحكومية الداعمة لريادة الأعمال، وجمعيات التشبيك، وبرامج جامعية.

 

ويحتل لبنان والأردن مرتبة عالية على مقاييس البيئات المناسبة للأعمال، ويستفيد كلا البلدين من الشبكات العالمية لأصحاب الأعمال من الشتات. ففي لبنان، ساعدت سابيس، وهي مدرسة خاصة لإدارة الأعمال تركز على ريادة الأعمال، ساعدت على ابتكار فلسفة تعليم الى جانب بيئة عالمية مناسبة لهذه الأعمال. وفي الأردن، اكتسبت شركة أواسيس 500، وهي شركة لتقديم التمويل الأّولي، أهمية كبيرة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ووسائل الإعلام المحمولة والرقمية، وتأمين وصول مستثمرين ممولين.

 

كما أطلقت مؤخراً كل من السعودية وتونس مبادرات في ريادة الأعمال، إذ طورت جامعة الملك عبدلله للعلوم والتكنولوجيا برنامج تعاون صناعي ومبتكر لتعزيز الشراكة مع الشركات. كما نظمت جامعة الملك سعود التي تمول مركز حاضنة الرياض للتقنية عام 2009، المؤتمر الدولي الأول لريادة الأعمال في المملكة العربية السعودية.

 

تعزيز مبادرات ريادة الأعمال

 

تختلف الشروط التي تواجه أصحاب الأعمال في الأسواق الناشئة مثل العالم العربي عن تلك التي تواجههم في الأسواق المتطورة، وخاصة في ما يتعلق بإدارة المخاطر المتزايدة وعدم الشعور بالأمان. ويستفيد أصحاب الأعمال الناجحين بشكل كبير على تدفق الأموال عبر الشركات، ويطورون شركات وعلاقات متداخلة لتخفيف الخطر، وتعزيز تدفق المعلومات، والوصول الى الموارد على نطاق أوسع.

 

ولتعزيز ريادة الأعمال والمبادرة، ينبغي تحسين البيئات التنظيمية والقانونية، وتعميق القطاع المالي، وتوسيع نطاق الثقافة العامة حيال ريادة الأعمال. كما تحتاج البيئات التي تسودها مستويات عالية من الشوائب، الى إصلاح أكبر لحثّ أصحاب الأعمال على دخولها. إلى ذلك، يمكن لإجراءات حكومية أكثر تصويبًا أن تمتصّ بعض مخاطر المراحل الأولى للاستثمار من خلال:

 

  • تأمين فرص متكافئة.
  • التخفيف من تكاليف الفشل.
  • دعم الشركات في المرحلة الأولى ومنهجة التمويل الأول وتمويل رأس مال المشروع.
  • تدريب مدراء الأعمال المهرة، وربط الدعم الحكومي بمتطلبات المراقبة وإدارة المساعدة.
  • اعتماد معايير الجدارة في اختيار الشركات التي ستُمول.

 

يمكنكم قراءة الجزء الأول هنا.

 

هذه المدونة كتبت أصلاً باللغة الانكليزية

 


جوليا دفلين زميلة غير مقيمة في برنامج الاقتصاد العالمي والتنمية في معهد بروكينغز. عملت سابقًا كمستشارة في مجموعة البنك الدولي ومحاضرة في الاقتصاد في جامعة فيرجينيا. يتركز عملها على التنمية الاقتصادية، تنمية القطاع الخاص، الطاقة، والتجارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. حاصلة على درجة الدكتوراه في الاقتصاد.

جوليا دفلين جوليا دفلين

الأكثر قراءة